مختصر كتاب علم إعراب القرآن
علم إعراب القرآن:
الحمد لله الذي شرَّفنا بحفظ كتابه، ووفَّقنا لفهم منطوقه ومفهوم خطابه، ووعدنا على تبيين معانيه وإعرابه بجزيل مواهبه وعظيم ثوابه، وهدانا بنبيِّه المصطفى ورسوله المُجتبى خير مبعوث بآياته، وبالقرآن وهو أعظم معجزاته، كتاب مجيد ﴿ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ﴾ [فصلت: 42]، أذلَّت بلاغته أعناق أرباب الكلام، وأعجزت فصاحته ألسنة فصحاء الأنام.
فلمَّا كان اللسان العربي هو الطريقَ السَّنِيَّ إلى فهم مفردات القرآن العزيز وتركيباته، وعليه المعوَّل في معرفة معانيه وتدبُّر آياته، وبحسب قوَّة الناظر فيه تُلتقط درر المعاني من فيه - وجب صرف العناية إلى ما يتعلَّق به من علم اللسان من جهة مفرداته وتركيباته تصريفًا وإعرابًا؛ لكثرتهما تشعُّبًا واضطرابًا، جارين على قواعدهما مرتَّبين على أصولهما؛ ليعرف الخطأ من الصواب، وينكشف القشر عن اللباب؛ فيصير كالفقه إذا استخرج من قواعده، واستُنبط من أصوله وموارده[1].
وبعد: فهذا بحث مختصر نتعرف من خلاله إلى علم إعراب القرآن، وآداب المُعرِبين ومناهج إعراب القرآن، والأدوات التي يجب أن تتوفر في المُعرِب وضوابط إعراب القرآن الكريم، تم اختصاره - بتصرف - من كتاب (علم إعراب القرآن تأصيل وبيان)؛ للدكتور يوسف بن خلف العيساوي، فالله نسأل التوفيق والسداد، وهذا البحث بعد هذه المقدمة يشتمل على تمهيد وخمسة فصول:
أما التمهيد: فسيكون الكلام فيه عن مفهوم إعراب القرآن وحدِّه، وذكر بعض الآثار الواردة في إعراب القرآن، وفيه مبحثان:
المبحث الأول: مفهوم إعراب القرآن وحدُّه.
المبحث الثاني: ذكر بعض الآثار الواردة في إعراب القرآن.
الفصل الأول: (إعراب القرآن نشأته وتطوُّره وأهميُّته) وفيه مبحثان:
المبحث الأول: نشأة إعراب القرآن وتطوُّره.
المبحث الثاني: أهميَّة إعراب القرآن.
الفصل الثاني: إعراب القرآن أصالته وتكامل فَنِّه، وفيه:
المبحث الأول: علم إعراب القرآن فنٌّ مستقلٌّ.
المبحث الثاني: حكم تعلُّم هذا الفن.
المبحث الثالث: حقله المعرفي، ونسبته.
الفصل الثالث: وفيه مبحثان:
المبحث الأول: مصادر إعراب القرآن.
المبحث الثاني: مناهج إعراب القرآن.
الفصل الرابع: آداب المُعرِب، وفيه:
المبحث الأول: آداب علميَّة وفكريَّة.
المبحث الثاني: آداب التلقِّي وتقرير الأحكام.
المبحث الثالث: آداب أسلوبيَّة ومصطلحية.
الفصل الخامس: ضوابط إعراب القرآن الكريم، وفيه:
المبحث الأول: ضوابط المعنى.
المبحث الثاني: ضوابط الرسم والقراءات.
المبحث الثالث: ضوابط الصناعة الإعرابية.
التمهيد: مفهوم إعراب القرآن وحدُّه، وذكر بعض الآثار الواردة في إعراب القرآن،
وفيه مبحثان:
المبحث الأول: مفهوم إعراب القرآن وحدِّه.
المبحث الثاني: ذكر بعض الآثار الواردة في إعراب القرآن.
المبحث الأول: مفهوم إعراب القرآن وحدُّه:
(إعراب القرآن) مركب إضافي، يتكون من جزأين؛ (إعراب) و(القرآن)، فسوف نعرِّفه باعتبار أفراده، ثم نعرفه باعتباره أصبح علَمًا ولقبًا على فنٍّ مخصوص.
الإعراب في اللُّغة والاصطلاح: الإعراب لغة: الإبانة، تقول أعرب الرجل عما في نفسه؛ أي: أبان، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((الثَّيِّبُ تُعْرِبُ عَنْ نَفْسِهَا، وَالْبِكْرُ رِضَاهَا صَمْتُهَا))[2].
فإعراب الكلام: بيانه وإيضاح فصاحته.
الإعراب اصطلاحًا: له عدة تعريفات:
الأول: تغيير أواخر الكلم؛ لاختلاف العوامل الداخلة عليه، لفظًا أو تقديرًا[3].
الثاني: أثر ظاهر أو مقدَّر يَجلِبُه العامل في آخر الكلمة[4].
الثالث: التطبيق العام على القواعد النَّحْويَّة المختلفة[5].
القرآن لغة واصطلاحًا:
القرآن لغة: الجمع، قرأتُ الشيءَ قرآنًا؛ جمعتُه، وضَمَمْتُ بعضَه إلى بعضٍ.
وسُمِّي القرآن قرآنًا؛ لأنه جمع القَصص، والأمر والنهي، والوعد والوعيد، والتشريعات، وجمَعَ الآيات والسور بعضها إلى بعض.
القرآن اصطلاحًا: كلام الله المُنزَّل على نبيِّه محمدٍ صلى الله عليه وسلم، المُعجِز بلفظِه، المُتعبَّد بتلاوته، المنقولُ بالتواتر، المكتوبُ في المصاحف، من أول سورة "الفاتحة" إلى آخر سورة "الناس"[6].
فالقرآن: اسم لكتاب الله خاصة، ولا يُسمَّى به شيءٌ غيره من سائر الكتب، وإضافة الكلام إلى الله تعالى إضافة حقيقيَّة من باب إضافة الكلام إلى قائله.
تعريف إعراب القرآن باعتباره علَمًا ولقبًا على هذا العلم:
إعراب القرآن اصطلاحًا: علم يبحث في تخريج تراكيبه على القواعد النَّحويَّة المُحرَّرة.
المبحث الثاني: ذكر بعض الآثار الواردة في إعراب القرآن:
1- عن أبي بكرٍ الصديق رضي الله عنه قال: (لأن أُعرِبَ آية من القرآن أحبُّ إليَّ من أن أحفظ آية)[7].
2- عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: ((أَعرِبوا القرآنَ؛ فإن مَن قرَأَ القرآن فأَعْرَبَه فله بكل حرف عشرُ حسناتٍ، وكفَّارةُ عشر سيئات، ورَفْعُ عشر درجات))[8].
3- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((أَعرِبوا القرآنَ، والتمسوا غرائبه))[9].
4- وروي عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: (أَعرِبوا القرآن؛ فإنه عربي، وإنه سيجيء أقوام يَثقُفونه، وليسوا بخياركم)[10].
الفصل الأول: (إعراب القرآن نشأته وتطوُّره وأهميُّته) وفيه مبحثان:
المبحث الأول: نشأة إعراب القرآن وتطوُّره.
المبحث الثاني: أهميَّة إعراب القرآن.
المبحث الأول: نشأة إعراب القرآن وتطوُّره وأطواره:
فــ(إعراب القرآن) ظهر مبكرًا؛ لأن اللحن في القرآن أو الإخلال في أدائه تحريف لكلام الله عن مواضعه، وإخلال بكثير من أحكامه التشريعيَّة، فضبط القرآن أدَّى إلى وضع علم العربية وضبطه، وسنتَتَبَّعُ فنَّ (إعراب القرآن) من خلال أطواره الآتية:
الطَّوْرُ الأولُ: اللحن وإعراب القرآن:
اللَّحْن – بسكون الحاء – إمالةُ الكلام عن جهته الصحيحة في العربية، يقال: لَحَن لحنًا، واللَّحَّان واللَّحَّانة: الرجل الكثير اللَّحْن.
قال الرَّاغب: "اللَّحْن: صرف الكلام عن سَنَنِه الجاري عليه: إما بإزالةِ الإعراب، أو التصحيف – وهو المذموم – وذلك أكثر استعمالًا.
وإما بإزالته عن التصريح، وصرفه بمعناه إلى تعريض وفحوًى"[11].
وقد مضى الصَّدْر الأول من الصحابة رضي الله عنهم واللَّحْن لا يلامسُ عربيَّتَهم، ولا يُقارب ساحة القرآن الكريم على ألسنتهم، وبدأ اللَّحْن يظهر عندما اختلطت الألسنة؛ لخروج العربية من مَهْدِها الأصيل مع كتائب الفاتحين، وظهور جيل المولَّدين العرب.
فأخذ الصحابة رضي الله عنهم يَحثُّون الناس على تعلُّم لسان العرب، وباتَتْ مقولة: (إن القرآن عربيٌّ؛ فاستقرِئوه رجلًا عربيًّا) تقرَعُ أسماع طلاب القرآن.
الطَّوْرُ الثاني: نَقْطُ الإعرابِ والقرآن الكريم:
النقط في اللُّغة: نقول: نَقَطَ الحرفَ يَنقُطُه نقطًا: أعجَمَه، والاسم النُّقْطة، ونَقَطَ المصاحف تنقيطًا؛ فهو نقَّاط.
والنَّقْطُ عند العلماء نوعان:
الأول: نَقْطُ الإعراب: هو نَقْطُ الحركات؛ أي: ما يدلُّ على ما يَعرِضُ للحرف من حركة أو سكون.
الثاني: نَقْطُ الإعجام: هو ما يدلُّ على ذواتِ الحرف، ويُميِّزُ بين المهمل والمعجم.
الطَّوْرُ الثالثُ: النَّحْو وإعراب القرآن الكريم:
مثَّلَ (نقط الإعراب) استشعارًا حقيقيًّا للقواعد النَّحْوية التي لَحِظها العربيُّ الفصيح في سَليقتها، فالاهتمام بأواخر الكَلِم: رفعًا ونصبًا وجرًّا وجزمًا؛ لأهميتها في تبيان المعاني والمقاصد، وأن هذه الحركات لها أسباب تُوجِبُ تغيُّرها؛ فكشف تلك الأسباب عرف فيما بعد بـ(العلَّة النَّحْوية).
وإذا أخذنا بـ(إعراب القرآن) على أنه تطبيق للقواعد النَّحْوية، فبدايتُه مع بدايته مع بداية نشأة النحو وتأسيس قواعده؛ إذ كان القرآنُ هو الدليلَ الأول من أدلَّته.
قال البجاويُّ: "وهذا الفنُّ الإعرابي ينمو شيئًا فشيئًا، حتى صار غرضًا قائمًا بذاته".
وخلاصةُ القول: كما نشأ علم متميِّز عن النَّحْو هو علم الصرف، كذلك نشأ (علم إعراب القرآن)، وفي الجملة أخَذَ علم النحو يستقلُّ، وكان استقلالُه في ظل القرآن؛ لأن أوَّل ما تناوله النحويون في هذا المضمار أنهم بنوا استشهادَهم في أكثره على القرآن، ثم أخَذ (إعراب القرآن الكريم) يخلُص وحده، ويكون علمًا مستقلًّا قائمًا بنفسه.
الطَّوْرُ الرابعُ: معاني القرآن وإعرابه:
كتُبُ معاني القرآن هي التي وضعت في البيان اللُّغوي لألفاظ وأساليب العربية الواردة في القرآن.
وقيل في: ((معاني القرآن: كان هذا التركيب يُعنَى به ما يُشكِل في القرآن، ويحتاج إلى بعض العناء في فهمه)).
وباستعراض بعض الكتب المصنفة في (معاني القرآن)؛ وهي:
1- معاني القرآن؛ للفرَّاء (ت 207ه).
2- معاني القرآن؛ للأخفش (215ه).
3- معاني القرآن وإعرابه؛ للزَّجَّاج (ت 311ه).
أو تخريج مشكل الخطاب القرآني على الأسلوب العربي، أو تحليل تركيب جملة لبيان المعنى.
يتبين من هذه الكتب أن المعاني عندهم: المُنحى اللُّغوي والتفسير، وذلك ببيان غريب الألفاظ، أو تخريج مشكل الخطاب القرآني على الأسلوب العربي.
المبحث الثاني: أهميَّة إعراب القرآن:
من القواعد الأساسية التي ارتكزت عليها العلوم اللُّغوية في نشأتها "دَرْءُ اللَّحْن؛ قَصْدَ الحفاظ على لغة القرآن"[12] ثم صارت تلك العلوم مطلبًا عظيمًا لطالب العلم.
فأهمية (إعراب القرآن) فرع مما تقدم، ولبيان هذا الأمر وبَسْطِه نتكلم عن أمرين متلازمين؛ هما:
الأمر الأول: فضل إعراب القرآن.
الأمر الثاني: فوائد إعراب القرآن.
الأمر الأول: فضل إعراب القرآن: مما هو مشهور من الأقوال (شرف العلم بشرف المعلوم)؛ فكان لهذا العلم فضل كبير؛ لتعلقه بأشرف الأشياء هو القرآن الكريم.
وهذه بعض الآثار التي تبيِّن فضل تعلُّم إعراب القرآن:
فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "اقرؤوا، ولا تَلْحَنوا".
وعن أبي ذرٍّ يقول: "تعلَّموا العربية في القرآن كما تَعلَّمون حفظَه".
وعن ابن عمر رضي الله عنه قال: "أَعْرِبوا القرآنَ".
وقال أبو بكر الأنباريُّ: "وجاء عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم وعن أصحابه وتابعيهم رضي الله عنهم من تفضيل إعرابِ القرآن، والحضِّ على تعليمه، وذمِّ اللحن وكراهيته - ما وجب على قُرَّاء القرآن أن يأخذوا أنفسهم بالاجتهاد في تعلُّمه"[13].
وعن المُزنيِّ قال: "سمعت الشافعيَّ يقول: إعرابُ القرآن أحبُّ إليَّ من حفظ بعض حروفه"[14].
الأمر الثاني: فوائد فنِّ إعراب القرآن:
لهذا العلم ثمراتُ كثيرة، فهو متصل بفنون كثيرة من علوم القرآن، وينتشر في مصنفاتها، ونُجمِلُ أهمَّ الفوائد التي يعود بها علم إعراب القرآن:
الأولى: يُقرَأُ به كتاب الله كما أُنزل، ويُدفَعُ اللَّحْنُ عن ألفاظه.
الثانية: علم إعراب القرآن من مُستمدَّات (علم الوقف والابتداء).
قال أبو بكر بن الأنباريُّ: "لا يتمُّ الوقف على المضافِ دونَ ما أُضيف إليه، ولا على المنعوت دون النعت، ولا على الرافع دون المرفوع، ولا على المرفوع دون الرافع، ولا على الناصب دون المنصوب، ولا على المنصوب دون الناصب، ولا على المُؤكَّد دون التوكيد، ولا على المنسوق دون ما نسقه عليه، ولا على "إن وأخواتها" دون اسمها، ولا على اسمها دون خبرها، ولا على "كان وليس وأصبح ولم يزل " وأَخواتهن دون اسمها، ولا على اسمها دون خبرها، ولا على "ظننت وأخواتها" دون الاسم، ولا على الاسم دون الخبر"[15].
الفصل الثاني: إعراب القرآن أصالتُه وتكاملُ فنِّه، وفيه:
المبحث الأول: علمُ إعرابِ القرآنِ فنٌّ مستقلٌّ.
المبحث الثاني: حكم تعلُّم هذا الفن.
المبحث الثالث: حقله المعرفي ونسبته.
المبحث الأول: علم إعراب القرآن فنٌّ مستقلٌّ:
يعدُّ علم إعراب القرآن – على الصحيح – علمًا مستقلًّا، فقد أصَّل ابن هشام الأنصاري في كتابه مغني اللبيب لكثير من ضوابط الإعراب وما ينبغي على المُعرِب مراعاته، وجاء مَن بعده فاستفاد مما ذكره ابن هشام، فلا مانع من جعل هذا العلم علمًا مستقلًّا، وقد قال المعتنون بتصنيف العلوم: "لا مانع عقلًا من أن تُعد كل مسألة علما برأسه، ويُفرَدُ بالتعليم، ولا من أن تُعدَّ مسائل كثيرة غير متشاركة في موضوع واحد علمًا واحدًا، ويُفرَد بالتدوين"[16].
فكيف ومسائلنا مُتَّفقة من وجوه متعددة؛ فهي أصول وضوابط لإعراب القرآن لكريم؛ فهي بالنسبة لإعراب القرآن كـأصول التفسير وقواعدِه لعلم التفسير؟
المبحث الثاني: حكم تعلُّم هذا الفنِّ:
حكمه: ينبغي أن يُعلَم أن بيان حكمه سيكون في صورتين؛ فالحكم على الشيء فرعُ عن تصوُّره:
الأولى: إعرابُ القرآنِ العمليُّ: هو النطقُ الصحيحُ للقرآن الكريم، من غير لحنٍ، وهذا واجب على كل مَن قرأ شيئًا من القرآن؛ "فإتقان كتاب الله وقراءته كما أُنزل من عظيم الطاعات وأعلاها، وأجلِّ القربات وأسناها"[17]، قال الله تعالى: ﴿ قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴾ [الزمر: 28].
إعرابُ القرآن العلميُّ: فرضُ كفايةٍ، ويختص أكثر بمن يتعاطى العلوم المُستنبَطَةَ من القرآن الكريم؛ كالتفسير، وتوجيه القراءات، واستخراج الأحكام الشرعية.
المبحث الثالث: حقلُه المعرفيُّ ونسبتُه:
عدَّ بعضُ العلماءِ هذا العلمَ من (علم التفسير)؛ أَيْ: من فروعِه.
وعارَضَ هذا الرأي آخرون، وقالوا: هو في الحقيقةِ من فروع (علم النحو).
والخلاصةُ: أن (علم التفسير) و(علم إعراب القرآن) يُصنَّفانِ في ضمنِ علوم القرآن؛ فالإعرابُ وسيلةٌ من وسائل فَهْم القرآن، وطريقٌ إلى تحليلِ تراكيبه؛ لإصابةِ المعنى الصحيح، وعدم الزيغ في تفسيره؛ ولهذا وغيرِه استعان به المفسرون لتوضيح مقاصدِ الكتاب العزيز.
فعلمُ التفسير موضوعُه القرآنُ الكريم من ناحية تفسيره، وعلمُ إعرابِ القرآنِ موضوعه القرآن من جهة إعرابه؛ فهما يرتبطان بالقرآن الكريم من حيث الموضوع.
وإذا نظرنا إلى (علم إعراب القرآن) باعتبار وضعِه وقواعدِه، فهو من (علم النحو).
الفصل الثالث: وفيه مبحثان:
المبحث الأول: مصادر إعراب القرآن.
المبحث الثاني: مناهج إعراب القرآن.
المبحث الأول: مصادر إعراب القرآن:
وفي هذا المبحث سنذكر بعضَ الكتب والمصادر الخاصَّة بإعراب القرآن:
1- معاني القرآن وإعرابه؛ لأبي إسحاقَ الزَّجَّاج.
2- إعراب القرآن؛ لأبي جعفر النَّحَّاس.
3- إعراب القرآن؛ لأبي القاسم الأَصْبهانيِّ.
4- المجيد في إعراب القرآن المجيد؛ لأبي إسحاق برهان الدين السَّفَاقِسِيِّ.
5- التبيان في إعراب القرآن؛ لأبي البقاء العُكْبَرِي.
6- مُشْكِلُ إعراب القرآن؛ لأبي محمد مَكيِّ بن أبي طالب القَيْسيِّ.
7- إعراب القرآن؛ لابن خَالَوَيْهِ.
8- الفريد في إعراب القرآن المجيد؛ للأخفش الصغير.
9- غريب إعراب القرآن؛ لابن فارس.
10- المُلخَّص في إعراب القرآن؛ للخطيب التِّبْرِيزي.
11- الجدول في إعراب القرآن الكريم؛ محمود بن عبد الرحيم صافي.
12- إعراب القرآن الكريم وبيانه؛ أ.د محمد حسن عثمان.
13- تفسير القرآن الكريم وإعرابه وبيانه؛ الشيخ محمد علي طه درة.
المبحث الثاني: مناهج إعراب القرآن الكريم:
والكلام عن مناهج إعراب القرآن على أساسين؛ هما:
الأول: باعتبار الأسلوب المُتَّبَع في الإعراب، ويَضمُّ:
1- المنهج الإجمالي.
2- المنهج التفصيلي.
3- المنهج التحليلي.
4- المنهج الموضوعي.
الثاني: باعتبار القَصْد و(التخصص)، ويضمُّ:
1- منهج المُعرِبين.
2- منهج أهل المعاني.
3- منهج أهل الاحتجاج.
4- منهج المفسرين.
الفصل الرابع: آداب المُعرِب، وفيه:
المبحث الأول: آداب علمية وفكرية.
المبحث الثاني: آداب التلقي وتقرير الأحكام.
المبحث الثالث: آداب أسلوبية ومصطلحية.
المبحث الأول: آداب علميَّة وفكريَّة:
الأدب الأول: التبحُّرُ في علوم العربية.
الأدب الثاني: التثقُّف بعلوم القرآن.
الأدب الثالث: الثقافة الشرعية.
الأدب الرابع: التَّفقُّه في أسباب اختلاف المُعرِبين.
المبحث الثاني: آداب التلقِّي وتقرير الأحكام:
الأدب الأول: الأمانة العلميَّة والتواضع.
الأدب الثاني: أَخْذُ كلِّ فنٍّ عن أهله.
الأدب الثالث: الإحصاء الدقيق.
الأدب الرابع: التأنِّي في تقرير الأحكام الظاهرة.
الأدب الخامس: قوة النظر بما تقتضيه الصناعة الإعرابية.
الأدب السادس: التدرُّج في بيان الأحكام الإعرابية.
المبحث الثالث: آداب أسلوبيَّة ومصطلحيَّة:
الأدب الأول: توخِّي العبارات المَرضيَّة.
الأدب الثاني: الأسلوب الواضح والابتعاد عن التكلُّف.
الأدب الثالث: الأَخْذُ بالمصطلح اللائق بكتاب الله تعالى.
الأدب الرابع: الأُنسُ بمصطلحات المُعرِبين ورموزهم.
الفصل الخامس: ضوابط إعراب القرآن الكريم، وفيه:
المبحث الأول: ضوابط المعنى.
المبحث الثاني: ضوابط الرسم والقراءات.
المبحث الثالث: ضوابط الصناعة الإعرابية.
المبحث الأول: ضوابط المعنى:
الضابط الأول: أولُ واجب على المُعرِب أن يَفهم ما يُعرِبه: مفردًا ومركبًا.
الضابط الثاني: قد يتجاذَبُ المعنى والإعراب الشيءَ الواحد، والمُتمسَّكُ به هو المعنى.
الضابط الثالث: توافقُ الإعراب مع معهودِ العرب في الخطاب.
الضابط الرابع: يُستفادُ من السياق في المواطن الاحتماليَّة.
المبحث الثاني: ضوابط الرَّسْم والقراءات:
الضابط الأول: الوجه الإعرابيُّ الموافق لرسم المصحف يُصار إليه.
الضابط الثاني: القول الخارج عن رسم المصحف مردودٌ.
الضابط الثالث: إذا ثبَتت القراءة فلا يجوز ردُّها.
الضابط الرابع: لا تُفضَّل قراءة متواترةٌ على مثلِها في الإعراب.
الضابط الخامس: ما تَواترَ قراءةً يُخرَّجُ على وجه إعرابيٍّ قويٍّ.
الضابط السادس: الإفصاح عما جاز لغةً أو جاء شاذًّا ولم يُنقَلْ تواترًا.
المبحث الثالث: ضوابط الصناعة الإعرابيَّة:
الضابط الأول: يجب مراعاة صحَّة المعنى في الصناعة النَّحْويَّة، وجَرْيِه على القواعد المعروفة.
الضابط الثاني: أن يتجنَّب المُعرِب التخريج على ما لم يَثبُتْ في العربية.
الضابط الثالث: أن يُخرِّج المُعرِب على الوجه القوي الغالب لا الضعيفِ الشاذِّ.
الضابط الرابع: أن يستوفِيَ المُعرِب الأوجه الظاهرة التي يحتملها اللفظ.
الضابط الخامس: أن يُراعي الشروط بحسب الأبواب.
الضابط السادس: أن يتأمَّل عند ورود المشتبهات.
الضابط السابع: ما لا يحتاجُ إلى تأويل أولى مما يحتاج إلى تأويل.
الضابط الثامن: أن يراعي في كل تركيب ما يُشاكِلُه.
الضابط التاسع: إذا دار الكلام بين التأسيس والتأكيد فحَمْلُه على التَّأسيسِ أولى.
الضابط العاشر: التخريجُ الإعرابيُّ الموافق لأدلة الشرع مُقدَّم على غيره.
والحمد لله رب العالمين
اختصره: أحمد بن سعيد عفا الله عنه
[1] هذه المقدمة مأخوذة بتصرف يسير من كتاب المجيد في إعراب القرآن المجيد؛ لأبي إسحاق برهان الدين السَّفَاقسِي.
[2] أخرجه أحمد في مسنده: (29/ 260)، رقم: 17722.
[3] الحدود في علم النحو: (ص: 450).
[4] أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك: (1/ 64).
[5] النحو الوافي: (1/ 74).
[6] المدخل لدراسة القرآن الكريم: (ص: 21).
[7] فضائل القرآن؛ لأبي عبيد: (348).
[8] قال الهيثمي في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (7/ 163): رواه الطبراني في الأوسط، وفيه نَهْشَلٌ وهو متروك.
[9] قال الهيثمي في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (7/ 163): رواه أبو يعلى، وفيه عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد المقبري وهو متروك.
[10] قال الهيثمي في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (7/ 163): رواه الطبراني من طرق، وفيها ليث بن أبي سليم وفيه ضعف، وبقية رجال أحد الطرق رجال الصحيح.
[11] مفردات ألفاظ القرآن: (738) (لحن).
[12] شواهد القرآن في كتاب سيبويه: (1/ 72).
[13] إيضاح الوقف والابتداء: (1/ 14).
[14] الوقف والابتداء في كتاب الله عز وجل: (76) برقم (18).
[15] فنون الأفنان في عيون علوم القرآن: (ص: 355)
[16] أبجد العلوم: (ص: 53).
[17] تنبيه الغافلين: (30).
========================
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق